بينما ينتفض العالم لأجل القدس: مديرة المكتبة الوطنية وحبيب الكزدغلي يمدحان الصهيونية على الملأ

بينما ينتفض العالم لأجل القدس: مديرة المكتبة الوطنية وحبيب الكزدغلي يمدحان الصهيونية على الملأ

تمّ طرد الحبيب الكزدغلي من المكتبة الوطنية ومنعه من تنظيم ندوة خاصة “بالهولوكوست اليهودي” وتبييض الصهيونية من قبل عدد من المحتجين وموظفي المكتبة الوطنية بعد هروب مديرة المكتبة رجاء بن سلامة، حيث اخراج الكزدغلي ومن معه من المكتبة بحضور قوات الأمن قبل أن يتم إبطال المعرض الذي كان من المقرر أن تنظمه المديرة العامة للمكتبة الوطنية ، بالتعاون مع مخبر التراث (اليهودي) بكلية الآداب بمنوبة صباح اليوم الجمعة 15 ديسمبر، بعنوان “الدولة المخادعة.. السلطة والدعاية النازية”، (معرض صور متعلق بالمحرقة النازية ضد اليهود) بحضور العميد السابق لكلية الآداب بمنوبة الحبيب الكزدغلي الذي كان أعلن في ماي 2016 خلال تظاهرة ” الغريبة ” بجربة، أنه سيتم بعث متحف يحتضن التراث اليهودي التونسي، ويكون مقره بالعاصمة.

إنّه العجب العُجاب, فبينما الملايين من المسلمين ثائرون في الشوارع احتقانا ورفضا لإعطاء مسرى الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام لليهود, وبينما تصحو تونس وأهلها على ذكرى أليمة تشقُّ على الصدور, ذكرى مرور سنة على اغتيال المهندس محمد الزواري في صفاقس بأيدي مخابراتية قذرة مع علم الجميع بأنّ كل ما حف العملية يدل على ضلوع “الموساد” فيها, يُقدم الحبيب الكزدغلي الذي جاهر في سابق الأيام بولائه للدوائر الغربية واليهودية خصوصا, على تنظيم معرض خاض بالهولوكوست اليهودي وتبييض الصهيونية.

كتب العلامة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة في القرن الرابع عشر الميلادي، يقول:
عندما تضعف الدول يكثر المنجّمون والمتسوّلون والمنافقون والمدّعون والكتبة والقوّالون والمغنون النشاز والشعراء النظامون والمتصعلكون وضاربوا المندل وقارعو الطبول والمتفيقهون وقارئوا الكفّ والطالع والنازل والمتسيّسون والمدّاحون والهجّائون وعابروا السبيل والانتهازيون تتكشّف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط…

يضيع التقدير ويسوء التدبير، وتختلط المعاني والكلام

وعلى ضوء هذا المقال وهذا الوصف يجدر بنا أوّلا التعليق على التكتم الإعلامي المقصود على هاته الفضيحة، وتوجيه إصبع اللوم لكل إعلامي أغمض عدسات تصويره وتركيزه على حادثة كهذه, بدءا بالمعرض وموضوعه وصولا إلى طرد منظميه. ونوجه للإعلاميين السؤوال: هل كان ذلك تفاديا لإحراج “أصدقاء إيديولوجيين”؟ أم انصياعا لرؤساء تحرير يرون أن صراعهم مع الإسلام؟

أليس الهولوكست الواقع اليومي في أرض فلسطين أولى بأن تعقد له الندوات ؟”، لكن مثل هذا السؤال أوجهه إلى يهودي فرنسي مثلا، لأتبين ما إذا كان حماسه للحقوق الإنسانية العليا المقدسة يشمل كل البشر أم احتكارا للعرق اليهودي وفق العقيدة التلمودية فقط، أما إذا كان منظم من بني جلدتنا ويتمعش من المال العام، فإن السؤال يصبح في عبثا يأتي في زمن “تصبح الخيانة فيه وجهة نظر”.

 ويجدر بنا القوا ايضا أنّ فكرة خبيثة تدعو إلى إيجاد قواسم مشتركة بين الأديان، بل تدعو إلى إيجاد دين جديد ملفق يعتنقه المسلمون بدلاً عن الإسلام، ويريدون من الناشئة من أبنائنا من خلال نشر هذا المفهوم الخطير أن يعتنقوا هذا الدين الملفق، خاصة من الفئات العمرية الصغيرة في الصفوف الأساسية، لأن أصحاب هذه الفكرة والداعين لها هم الكفار الغربيون. فالنصارى يقولون عيسى ابن الله، واليهود يقولون عزيز ابن الله ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾، والله سبحانه جل وعلا يقول: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ﴾، فمواد التدريس في برامج وزارة التربية والتعليم في تونس محشوة بالأفكار والمفاهيم الغربية، لا يتسع ذكرها ولا حصرها، وما إن ينهي الطالب دراسته حتى يكون قد أُجري له غسيل دماغ، ويكون قد تشرب كل الأفكار الهدامة والخبيثة، ويُسير حياته على أساسها, ومن ثمة ينقلها لغيره، يكون قد تخرج وهو أكثر جهلاً وضياعا، وهذا ما تهدف إليه الأنظمة الحاكمة الخائنة لدينها ولأمتها.

وهذا هو حال أبنائنا في البلاد الإسلامية. لقد نجح الغرب الكافر عن طريق أدواته من الحكام والعملاء والمفكرين في تخريج شخصيات مهزوزة مشتتة تائهة من أمثال الحبيب الكزدغلي ورجاء بن سلامة، ولكن كيف السبيل إلى الخروج من هكذا خراب ؟

إن الأمة تحتاج إلى أن يكون لديها وعي عام على أفكار الإسلام الرئيسة المراد إيجاد التغيير على أساسها في أذهان الناس, فعلى الآباء والأمهات أن يكون لديهم الوعي على ما تحوكه الأنظمة الحاكمة ضد أبنائهم وهم يدرسون في الدارس والمعاهد والجامعات، فكثير منهم هم أنفسهم وقعوا ضحايا هذه الأفكار والمفاهيم الخطرة، فكيف سيستطيعون توجيه أبنائهم وتوعيتهم إذا كانوا هم بحاجة إلى توعية وتوجيه؟

 

عبد الرؤوف الكافي

CATEGORIES
TAGS
Share This