جولة سفير أمريكا في صفاقس خلال يومين.. من يحكم تونس؟

جولة سفير أمريكا في صفاقس خلال يومين.. من يحكم تونس؟

استقبل الاثنين 4 نوفمبر 2019, عدد من رجال الأعمال بصفاقس إلى جانب عدد من رؤساء الهياكل والمنظمات، سفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس دونالد بلوم .وقد تمحور اللقاء حول آفاق التعاون بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية ومزيد تطويرها وفتح مجالات جديدة من التعاون وما يمكن توفيره من فرص استثمار بالجهة للمستثمرين الأمريكيين.ثم قام السفير بزيارة مجمع CHO لتصدير زيت الزيتون عشية الاثنين، ثم أقيم حفل عشاء على شرفه من قبل غرفة التّجارة التّونسيّة الأمريكيّة في صفاقس وعدد من رجال الأعمال ورؤساء الهياكل والمنظمات على غرار اتحاد الصناعات الصغرى والمتوسطة، الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، مركز المسيرين الشبان وغرفة التجارة والصناعة بصفاقس.

ثم قام صباح يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 بزيارة مجمع التريكي وأدى عشية ذلك اليوم زيارة إلي المدرسة الوطنية للإلكترونيك والاتصالات بصفاقس بحضور رئيس الجامعة عبد الواحد المكني وعمداء ومديري المؤسسات الجامعية وإطارات جامعة صفاقس.. .وبالمناسبة اطلع السفير على ظروف النوادي بالمدرسة وسير الدراسة وقد ثمن تتويج نادي الروبوتيك .كما حدد دونالد بلوم الخطوط العريضة للعمل المشترك بين البلدين في تمشٍ جديد يرتقي بالتعاون الثنائي إلى مرتبة الشراكة الإستراتيجية. (موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس – جريدة الشروق)

جرائم أمريكا في حق المسلمين بل في حق البشرية جمعاء أصبحت واقعا تشهد وتنطق به كل الأحداث, التاريخية منها والحالية. حرب صليبية في العراق وأفغانستان وقتل ملايين الأبرياء هناك. تدمير البلدان وافتكاك الثروات وامتصاص الدماء ودعم الطغاة في سوريا والعراق واليمن وبورما وغيرهم ممن يزهقون أرواح المسلمين, وهاهو كيان يهود يغتصب فلسطين بمعونتها وإشرافها وهاهي تدعمه سياسيا ودوليا وهاهو رئيسها الأرعن دونالد ترمب يعلن مكرا وكيدا القدس عاصمة لكيان محتل غاشم ظالم.

أمريكا دولة الإرهاب والإستعمار المعادية لنا كمسلمين والتي لم تدخل بلدا إلا وحطمته, الموقف الرافض لها ولسياساتها أصبح رأي عموم المسلمين ولكنه لم يصل بعد إلى حكامهم والسلطة التي تقوم على أمرهم.

إن التدخل السافر للدول الأجنبية المستعمرة وممثليها في شؤون البلاد العامة والخاصة قد فات كل الحدود والخطوط الحمراء و إن فتح القائمين على الحكم البلاد لهم و استقبالهم بالورود و على السجادة الحمراء قد وصل إلى مرحلة العار. وإلا فم االذي جعل سفير أمريكا المجرمة يصول في صفاقس ويلتقي بكل الأطياف العامة والخاصة ولا وجود لأثر والي الجهة ولا أي حاكم في الدولة فالرجل يتجول مخالفا حتى الأعراف الموجودة بلا حسيب ولا رقيب.

أمريكا التي لم تعرف إلا بقتل إقتصاد البلدان يفتح المجال لسفيرها ليلتقي جميع الأطياف والأصناف ويتعرف على كل المجالات.. ففي يومين صباحا ومساء التقى عددا من رجال الأعمال في صفاقس وجلس معهم إلى جانب مجموعة من رؤساء الهياكل والمنظمات, وزار بعض المجمعات الفلاحية والصناعية ليلتقي بعدها برئيس جامعة الجهة ويزور أحد الجامعات في المنطقة ويلتقي عميدها بل ويجلس مع الطلبة فيها والنوادي الموجودة هناك ويطلع على أنشطتها وبرامجها. فهل هذه أعمال سفير ؟؟ أوليس يعتبر هذا تدخلا سافرا في تفاصيل الحياة الإجتماعية والإقتصادية من قبل دولة أجنبية وأي دولة, أمريكا صانعة الإرهاب والدمار والخراب؟؟ وهل يرجى خير من الولايات المتحدة الأمريكية رأس الكفر في العالم التي ستكتب جرائمها دماء الأطفال والنساء والمسلمين الأبرياء؟؟

إن هذه الزيارة وهذه الجولة الطويلة التي يقوم بها سفير أمريكا في صفاقس ومثلها في كامل أرجاء البلاد تأتي ضمن سياق الارتهان الذي تعيشه تونس للدول الأجنبية ومنظماتها. وهذه العناوين التي ترفع خلال اللقاءات من تنمية واستثمار وتعاون ما هي إلا أبواب يجد منها المستعمر مدخلا للسيطرة على مقدرات البلاد وكفاءاتها وتمكنه من وضع يده على مجالات حيوية فيها.

إن هذه الزيارة وهذا التدخل السافر يأتي ضمن توسيع أمريكا أطماعها في تونس والعمل على المزيد من التغلغل في تفاصيل الدورة الإقتصادية وفي سياسة التعليم في بلادنا لتجد لها موطأ قدم تمكنها من إزاحة الدول الأوروبية المنافسة لها في إطار صراع دولي تعيشه تونس منذ سنين.

لقد أصبح التدخل السافر للمستعمر في بلادنا وفي تفاصيل حياتنا علنيا وبدون ستار, وهاهو سفير أمريكا يتجول في أروقة الجامعات بل ويطلع على سير الدروس ومثله سفير فرنسا وسفيرة بريطانيا يرتعون في البلاد طولا وعرضا ويتواجدون في أماكن سيادية تحت تصوير الكاميرات وبث الشاشات وكأنهم يريدون أن يقولوا نحن الحكام الفعليون لتونس في تعد صارخ وفاضح على أهل البلد وحرمتهم.

إن السماح لسفير أمريكا بالتجول هكذا على أرض بلادنا هي جريمة وتمكينه من  كفاءاتنا الشبابية والعلمية والمهنية لهي جريمة أكبر ولهذا وبعد جولته تلك وبعد هذا العشاء الساهر الذي عقد, لنا أن نسأل السياسيين الذين نراهم في حملاتهم الإنتخابية يكشفون نهب فرنسا للثروات الباطنية وينددون بأعمال سفير فرنسا في تونس لماذا لم نسمع لهم ركزا بعد زيارة سفير أمريكا لصفاقس؟؟ و هاهم الآن وهم  نواب نقول لهم إن الناس قد وثقت في تحديكم لاستعمار فرنسا لبلادهم فكونوا أهلا لهذه الثقة وأعلنوا رفضكم التام والكامل لكل أشكال الاستعمار واعملوا مع العاملين لطرده وتحرير البلاد منه. وفي هذا السياق نخص الطلبة في تونس برسالة نحذرهم فيها بأن دول الإستعمار وعلى رأسهم أمريكا تريد تحطيم مقدرات بلادنا وتسخيرها لخدمة مبدئها وثقافتها فلا تغرنكم مثل هذه الزيارات وما أكثرها, ففي ظاهرها منزلة الرقي والتقدم وفي باطنها فخاخ ينصبها المستعمر للسيطرة على البلاد وكفاءاتها ولتدمير العقول والقلوب بثقافته الغربية التي تسلخ الناس عن أصلهم وأمتهم, ونذكرهم بموقعهم الحاسم في المجتمع ودورهم المهم في التصدي لكل منافذ الاستعمار, فأنتم تعرفون أمريكا وجرائمها وتعلمون حقدها على المسلمين, وأنتم قادرون على كشف حربها على الإسلام فاجعلوا هذا حديث حرم الجامعة واجعلوا رفض الهيمنة الغربية عليكم وعلى بلادكم ورفض سطوة المستعمر على ثرواتها المادية والشرية مطلبكم وهدفكم فأنتم لهذا أهل كفئ.

وفي الأخير نقول إن الهيمنة الاستعمارية على بلادنا  بأشكالها الحالية لن توقفها دولة جعلت دستورها تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة التي لم تتحد إلّا لضرب المسلمين واتخذت من مجلس نوابها جسرا لمرور مشاريع الاستعمار واتفاقياته المهينة, وجعلت صندوق النقد والبنك الدوليين يتحكمان في اقتصاد البلاد وسياستها المالية وحتى في التشريع وتشكيل المجالس والهيآت. لن يوقف نزيف الإرتهان الأجنبي الأوروبي والأمريكي إلّا دولة الإسلام الحقيقة التي تجعل السيادة للشرع الإسلامي, فهي التي ستقلع حقا نفوذ الغرب من أرض المسلمين وستسترد الحقوق الضائعة والثروات المنهوبة.؟ هي الدولة الوحيدة التي ستقطع مع تسلط البنوك العالمية على المؤسسات والأجهزة الغربية وهي الدولة التي ستتعامل مع أمريكا تعامل الند للند وتعامل الدولة القوية العزيزة بدينها والقوية بسلطانها مع كل من تجرأ على المسلمين ودمائهم.

(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا). صدق الله العظيم

عمر العربي

CATEGORIES
TAGS
Share This