حادثة انهيار المبنى بسوسة…فصل جديد من فصول الاستخفاف بأرواح الناس

حادثة انهيار المبنى بسوسة…فصل جديد من فصول الاستخفاف بأرواح الناس

لم تكن عملية انهيار مبنى بساكنيه في وسط مدينة سوسة والتي راح ضحيتها عدد من القتلى و الجرحى لتمر مرور الكرام دون الوقوف على مسائل هامة.

جدت هذه الحادثة في اليوم الموالي لزيارة الباجي قائد السبسي للمدينة, زيارة في حلة نوفمبرية أعادت إلى الأذهان سيرة الغابرين, وأثارت موجة من الاستنكار والسخط الشديدين في كافة الأوساط خاصة الشعبية.

فالقائمون على التنظيم وعلى رأسهم السلط المحلية أعدوا كل ما يستلزم المشهد الفلكلوري النوفمبري قبل الزيارة بأسابيع, من دهن للأرصفة والجدران, وتنظيف للطرقات, وتعليق للافتات وغيرها من البهرج الذي يثير الإشمئزاز. أما بالنسبة لسكان هذه البناية, فذنبهم أنها لم تكن في برنامج الزيارة, أو حتى الطريق الذي سيمر منه الرئيس حتى يدركوها من هذه الكارثة.

ولن نتحدث هنا عن الأسباب المباشرة, والمسئول المباشر عن هذه الحادثة, فالكل مسئول, صاحب البناية والمقاول المجاور ورئيس النيابة الخصوصية وكافة السلط المعنية بإسداء رخص البناء. أما المتهم الرئيسي في هذه القضية هي هذه الدولة وهذا النظام الذي لا يولي لحياة الناس اهتماما, ولا يُلقي لشؤونهم بالا, وأولائك الساسة الانتهازيين, الذين لا يرون فيهم غير أرقام انتخابية تصعد بهم إلى سدّة الحكم, ليوَلوهم الظهور بعدها مباشرة, فهده الدولة استقالت من مهامها وفرطت فيها للشركات الخاصة تتاجر بها وتسعى لتحصيل المرابيح على حساب الرقاب والأرواح

هذه الحادثة تفضح كذبة دولة الحداثة وزيف وعودها, فيحدث هذا في مدينة هي واجهة السياحة التونسية كما يدعون فما بالك بالمدن والقرى الداخلية الأخرى.

حادثة تجعلنا ترى بأعيننا الانهيار في بلادنا, وقد طال بعضا من البنية التحتية بعد نزول الأمطار, مثلما سبِق وطال قيمة الدينار فانهارت معه القدرة الشرائية, وطال أيضا المنظومة الأخلاقية والمجتمعية.. وكلها مؤشرات لانهيار هذا النظام العلماني الذي أذاق الناس الويلات, وسيعقبه بإذن الله نظام رباني يعيد للإنسان إنسانيته وكرامته, ويوفر له كل مستلزمات الحياة, ومنها المسكن القادر على إيوائه وحفظ حياته, ليس منة, وإنما واجب أوجبه ربُّ العباد على من يتولى أمر الناس.

وسيدرك أهل تونس عن قريب أن الحل لهذه المشاكل هو استبدال هذا النظام بنظام الإسلام العظيم .

( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا ) .صدق الله العظيم

صادق التركي

CATEGORIES
TAGS
Share This