وجود عابث في الحكم لا جماح له مؤذن بالخطر الكبير

وجود عابث في الحكم لا جماح له مؤذن بالخطر الكبير

لم ينفك الباجي قائد السبسي عن القيام بشطحاته السياسية ، فكلما أحس بتدهور هيمنته على أجهزة الدولة وتأثيره في الحياة السياسية الا وقام بحركة جديدة تشعل صراعات الأحزاب وتموقعات السياسيين.
فبعد أن أقال حكومة الحبيب الصيد الذي أعلن أنه تم تهديده بعبارة ” نمرمدوك” وقام بتعيين يوسف الشاهد المقرب منه عائليا ، وبعد أن احتدم الصراع بينه وبين ابنه الذي أورثه الحزب، أعلن عن فشل الحكومة في مشهد دراماتيكي بهلواني ، بين مستوى النخبة السياسية وسقف تطلعاتها بعيدا عن مصالح الناس وقضاياهم الحقيقية ، ثم راح يعرض قانونا يرضي به أطرافا في الخارج ويصفف به أطرافا في الداخل ويحرج به غريمه الإسلامي الذي عهد التنازلات ليضعه بين خياران ، إما رفض التصويت عليه مما يعني الوقوف أمام توصيات الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ، وأما قبوله الذي سيغضب طيفا واسعا من القواعد والأنصار، ولم يكفه ذلك بل استغل تحرك ما سمي بلجنة الدفاع عن الشهدين وعقد له مجلس الامن القومي ليهدد ويتوعد.

حركات تصعيدية من السبسي قد لا تقف في حدود التحضير للانتخابات القادمة، بل تظهر فيها نوايا جر البلاد الى فوضى ودم واغتيالات سياسية تزيد تأزيم الوضع في سياق استدعاء دكتاتورية جديدة، خاصة وان التحايل باسم ارادة الشعب قد لا يعطيه اليد الطويلة بما يمتلك من صلاحيات.

مجلس الأمن القومي أداة بيد السبسي لتنفذ أجنداته

ليست المرة الأولى التي يلعب فيها السبسي بورقة مجلس لأمن القومي في إطار صراعاته الحزبية الضيقة ، فقد أصبحت عادة عنده عقد اجتماعه كلما أراد الضغط على مؤسسات الدولة وأجهزتها في اتجاه تنفيذ رغباته ، فقد سبق للسبسي ان عقد مجلسه بعد أن حكمت المحكمة لصالح حزب التحرير وأسقطت تهما تافهة ادعتها الحكومة بقرار سياسي ، فراح يندد بالحكم ويلوم القضاء وقال ‘اش نعملو نقومو نصفقو ولا نبعثوهم للمحكمة تقلهم سامحتكم ” بنبرة ساخرة وتعد صارخ على المرسوم المنظم لعمل الأحزاب السياسية
لم ينفك الباجي قائد السبسي عن القيام بشطحاته السياسية ، فكلما أحس بتدهور هيمنته على أجهزة الدولة وتأثيره في الحياة السياسية الا وقام بحركة جديدة تشعل صراعات الأحزاب وتموقعات السياسيين.

جهاز النهضة عند القضاء ولكن ماذا عن المسئول الكبير ؟

مسألة الجهاز السري لحركة النهضة رغم وضوح افتعالها من ناحية الظرف والتوقيت السياسي الا انها اليوم محل متابعة ونظر قضائي لكن ما صرح به السبسي يوما حينما يحدث عن تصدع حزبه وصرح بانزعاج مسؤول كبير أشد خطرا ، فلا تصريح قيل ولم يتجاوز تعاليق الفايسبوكيين ، ثم تصريح اخير أدلى به رئيس منظمة الشغل الذي أكد أن الدولة تدار عبر غرفة سوداء من خارج البلاد ، ولم يتجاوز هذا التصريح وسائل الاعلام المكتوبة والسمعية البصرية ، وتصاريح أخرى تتحدث عن ضلوع حزب ابن الرئيس في العملية الأخيرة ، واخرى عن عبث بامن البلد .

السبسي خطر على أمن الناس وسلمهم

وجود السبسي اليوم في سدة الحكم يبين عجز هذا النظام الفاسد في إيجاد وضعية حكم جديدة ، فكلما مر الوقت كلما ضاق الخناق رغم محاولات الترقيع والتنفيس المتكررة ، ومع كل تحوري أو تغيير جزئي في شكل الحكومة أو حزامها السياسي الا وزاد التأزم و بروز الفشل ، وفي نفس الوقت قد يمثل وجود عابث في الحكم لا جماح له مؤذن بالخطر الكبير على أمن الناس وسلمهم فقد لا يتراجع عن أسوء السيناريوهات في سبيل تواصل الحكم له أو لابنه من بعده مهما كلف الأمر .

م.محمد ياسين صميدة

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

CATEGORIES
TAGS
Share This