وفاة هويدة…جريمة دولة

وفاة هويدة…جريمة دولة

الخبر:

توفيت يوم الخميس 01 فيفري 2018 بالمستشفى الجامعي بصفاقس التلميذة هويدة حاجي البالغة من العمر 18سنة،وذلك بعدما سقطت من العربة التي كانت ستنقلها صحبة عدد من النسوة من معتمدية حاسي الفريد بالقصرين إلى قفصة بغاية جني الزيتون ومساعدة والدتها, وحسب ما أوردته “شمس أف أم” فإن أسباب الوفاة كانت نتيجة نزيف داخلي في الرأس.

التعليق:

هويدة ضحية جديدة تضاف إلى سجل دولة العجز،خرجت للعمل لتوفير حاجيات عائلتها ولإعانة أمها الأرملة، لقد فارقت الحياة في بلد تحكمه رويبضات لا تعنيها معاناة شعبها، رحلت تاركة وصمة عار جديدة لحكام تونس الذين شغلتهم زيارة المستعمر الفرنسي ليسلموه ما تبقى من البلاد. حكام يقضون لمجرمي الغرب ما لا يقضون لشعبهم.
آلاف من الأطفال يضطرون لترك مقاعد الدراسة للعمل، فتجدهم يهيمون في الشوارع يبيعون المناديل الورقية وغيرها من البضائع التي لا يتجاوز هامش الربح فيها البعض من المليمات التي تعدّ على الأصابع، أو يتواجدون في مستودعات إصلاح السيارات أو النجارة، أو في الأسواق, وفتيات في عمر الزهور يشتغلن كمعينات منزلية. فحسب بعض الإحصائيات هناك 136 ألف طفل يعملون في قطاعات خطرة كما بلغ عدد الفتيات العاملات في قطاع المعينات المنزلية حسب دراسة أجرتها جمعية تونسيات من أجل التنمية سنة 2016 ،هناك 78 ألف معينة و 17,8% منهن من الأطفال كما أنه ينقطع سنويا عن الدراسة حوالي 100 طفل.
ومن أبرز الأسباب التي تجبر هؤلاء الأطفال على ذلك هو الفقر وبطالة الأب والأم بسبب العجز البدني أوالمرض المزمن مما يدفع بهم إلى تشغيل الأطفال وإقحامهم حتى في الأعمال الخطرة التي تهدد سلامتهم البدنية.

إن الدولة هي المسؤولة عن تفاقم ظاهرة استغلال الأطفال كما هي مسؤولة عن تردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية.
فالفقر والتهميش والبطالة والمعاناة واستغلال الأطفال هي نتائج طبيعية لتطبيق نظام قائم على أساس النفعية البحتة, ففي العالم هناك أكثر من 1,5 مليار يعانون من المجاعة وتجد قلة قليلة بنسبة 2% تملك 98% من ثروات العالم.
فمن يبحث عن حلول وبدائل، عليه الرجوع إلى أصل المشكل لا أعراضها.
إن التغيير الجذري يكون بقلع النظام الرأسمالي العاجز عن رعاية شؤون الناس وتوفير حاجياتهم فهو أس الداء, وتطبيق الإسلام كاملا شاملا في دولة الخلافة التي تضمن إشباع الحاجيات الأساسية للناس فردا فردا, إشباعا كليا, وتعمل على ضمان إشباع الحاجيات الكمالية.
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”

م. زينب بن رحومة

CATEGORIES
TAGS
Share This