أيتها الجيوش في بلاد المسلمين: لقد طفح الكيل! فهل تنتظرون أمر الحاكم لكي تنصروا غزة هاشم؟!

أيتها الجيوش في بلاد المسلمين: لقد طفح الكيل! فهل تنتظرون أمر الحاكم لكي تنصروا غزة هاشم؟!

إلى الجيوش في بلاد المسلمين: أليست لكم قلوب تفقهون بها وأعين تبصرون بها وآذان تسمعون بها؟ ألا ترون أنهار الدماء التي تسيل من أبناء المسلمين في غزة؟ ألا ترون انتشار المجازر في القرى والمدن والطرقات؟ ألا ترون هدم البيوت، وقصف المستشفيات ومنع سيارات الإسعاف أن تنقل الجرحى بل تتركهم حتى الاستشهاد؟ ألا ترون وحشية كيان يهود المسخ قد طالت البشر والحجر والشجر؟ لقد امتد طغيان يهود إلى غزة والضفة، بل وحتى فلسطين المحتلة سنة 48، فماذا تنتظرون؟ إنكم لا شك تبصرون وتسمعون ما يجري وما يدور، أليس فيكم رجل رشيد يقود أجناد المسلمين وينصر الإسلام والمسلمين بالقضاء على كيان يهود المحتل لفلسطين وإعادتها كاملة إلى ديار الإسلام، فإذا اعترضه طواغيت الحكام شرَّد بهم من خلفهم؟ أليس فيكم رجل رشيد؟!

إن من ينتظر أمر الحكام كالباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، بل فوق ذلك كمن ينتظر دخول الجمل في سَم الخِياط، فالحكام يأتمرون بأمر الدول الكافرة المستعمرة التي أنشأت دولة يهود وسلمتها الأرض المباركة، فلا يرجى منهم خير ولا يرجى منهم جهاد، بل أمثلهم طريقة من يعُدّ الشهداء والجرحى، أو يلجأ للدول الكافرة المستعمرة بزعامة أمريكا ليوجدوا لهم حلاً حتى لو كان الاستسلام ليهود، فهم قد صفَّقوا لمحكمة العدل الدولية لعلها توجد لهم على الأقل وقف إطلاق النار، فلم تفعل، بل طلبت من كيان يهود أن يكتب للمحكمة خلال شهر هل أوقف القتل؟! فقد جاء في قرارهم (وأضافت المحكمة أن على إسرائيل الالتزام بتجنب كل ما يتعلق بالقتل والاعتداء والتدمير بحق سكان غزة وأن تضمن توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في القطاع بشكل فوري وبموجب الحكم أيضاً يتعين على « إسرائيل » أن ترفع تقريرا إلى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.. الجزيرة، 2024/1/26) ومع أن هذا القرار هزيل إلا أنهم صفقوا له ومدحوه، فقد نقلت الجزيرة في 2024/1/26 عن ردود أفعال الحكام في بلاد المسلمين يصفقون له مرحبين مع أنه خلا من وقف نار العدوان, وهذا بعض ما ورد عن هذا الترحيب باختصار:

[رحب الرئيس التركي بقرار المحكمة ووصفه بالقرار « القيم »… دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى مثول السلطات الإسرائيلية أمام العدالة بعد صدور قرار المحكمة… جمهورية مصر العربية أكدت أنها كانت تتطلع لأن تطالب محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري لإطلاق النار، وشددت على ضرورة احترام وتنفيذ قرارات المحكمة… وجه الرئيس الجزائري، بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن، قصد « إعطاء صيغة تنفيذية » لقرارات المحكمة… وصفت تونس والأردن قرار المحكمة بـ »التاريخي »… ورحبت قطر والكويت وعُمان بالقرار… ورحب الرئيس الباكستاني بقرار المحكمة مؤكدا على أنه يتوجب « على المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يمنعا إسرائيل من إراقة المزيد من الدماء في فلسطين »… وأما السلطة فقالت الخارجية الفلسطينية في مقطع فيديو « إن القرار المصيري للمحكمة يذكر العالم أن لا دولة فوق القانون وأن العدل يسري على الجميع »…]

وكأن هذا القرار قد وضع حداً لاحتلال كيان يهود لفلسطين ومن ثم كان ترحيبهم بالقرار, ﴿قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.
ثم إن الحكام العرب تسارعوا لعقد اجتماع الجامعة العربية لتدارس كيف يكون الحل بشأن غزة على ضوء ترحيبهم بقرار المحكمة، فيبحثون كل حل إلا الحل المستقيم الذي فرضه رب العالمين وسار عليه رسوله ﷺ واقتدى به من بعده الخلفاء الراشدون والخلفاء من بعدهم حتى استطاع الكفار إلغاء الخلافة 1924م، وحينها سُلِّمت فلسطين إلى يهود، ورحم الله الخليفة عبد الحميد الذي قال قولته المشهورة عندما عرض هرتزل ملايين الدنانير الذهبية لخزينة الدولة مقابل السماح لليهود أن يكون لهم سكن ومستقر في فلسطين فرفض الخليفة ذلك قائلاً: « فلسطين ليست ملك يميني بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فيستطيعون حينذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن ». وهذا ما كان! وها هم الحكام العرب خلال اجتماعهم الطارئ يبحثون كل حل إلا الحل المستقيم وهو تحريك الجيوش لنصرة غزة هاشم وإزالة كيان يهود المحتل للأرض المباركة فلسطين! فلم يتجاوز اجتماعهم الترحيب بالقرار وأنه (فرصة لاستعادة القانون الدولي الذي دأبت (إسرائيل) على انتهاك أحكامه وضرورة استثمار هذا القرار من الجانب العربي.. سكاي نيوز عربي، 2024/1/28).

وفوق ذلك فإنهم ما زالوا يلتمسون الحل من أمريكا، فيسارع وسطاء العرب مصر وقطر إلى لقاءٍ تدعو إليه أمريكا مع يهود للبحث عن استسلام جديد لإنقاذ أسرى يهود عند المقاومة (وصل الوفد الإسرائيلي برئاسة ديفيد بارنيا، مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي « الموساد » إلى العاصمة الفرنسية لمتابعة المفاوضات الخاصة بعقد صفقة جديدة محتملة للإفراج عن المزيد من الرهائن المحتجزة في غزة. وأفادت بأنّ الوفد الإسرائيلي سيلتقي مساء الأحد في باريس بممثلي كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر الذين يقودون جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الصفقة الجاري بلورتها والإعداد لها بين « إسرائيل » وحركة حماس. ونقلاً عن اثنين من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، فهناك مؤشرات تقدم ملموس بشأن ما يطرحه المفاوضون الأمريكيون على الطاولة من إطار مبدئي يقضي بتعليق إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة لمدة شهرين مقابل إطلاق سراح دفعة جديدة من الرهائن تصل لأكثر من 100 رهينة من بين من تحتجزهم حماس… بي بي سي، 2024/1/28) فأمريكا تحركهم وهم من خلفها سائرون. ﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُون﴾.

هكذا هم الحكام في بلاد المسلمين.. فاختاروا أيتها الجيوش طريقكم: أن تطيعوا الله ورسوله فتسارعوا إلى إحدى الحسنيين؛ فوز في الدنيا ونصر مؤزر يُعلي شأن الأمة، وفوز في الآخرة بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، ومن ثم تنصرون غزة وجُندها وكل فلسطين.. أو تسلكوا طريق حكامكم وهم لن ينفعوكم في الدنيا ولا في الآخرة، بل سيكون حالكم كالمستغيث من الرمضاء بالنار، فلا فوز في الدنيا ولا وقاية في الآخرة، بل ﴿لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

أيتها الجيوش في بلاد المسلمين:

تذكروا أجدادكم، تذكروا صلاح الدين الذي قضى على الصليبيين بعد أن عاثوا في الأرض الفساد.. تذكروا قطز وبيبرس وأجناد المسلمين الذين قضوا على التتار.. تذكروا أن كل ذلك قد حدث في أرض فلسطين الأرض المباركة، تذكروا كل ذلك وكونوا أحفادهم وسيروا مسيرتهم، واجعلوا فلسطين للمرة الثالثة مقبرة ليهود الذين أخرجوكم من دياركم هم وأعوانهم الذين ظاهروا على إخراجكم ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾. فهؤلاء كما قال القوي العزيز ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾.

أيتها الجيوش في بلاد المسلمين:

أليس فيكم رجل رشيد؛ يقود الجند وخاصة في أرض الكنانة والشام فتتبعه باقي الجيوش يكبِّرون الله وتكبِّر الأمة من خلفهم بنصر الله سبحانه ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾؟ فلقد طفح الكيل أيتها الجيوش، ولم يبق عذر لمعتذر ولا حجة لمحتج، ولا يكفي أن تعضوا على أسنانكم من الغيظ على أعدائكم دون أن تفعلوا شيئا، بل كما قال الله العزيز الحكيم ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.

التاريخ الهجري :18 من رجب 1445هـ
التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 30 كانون الثاني/يناير 2024م

حزب التحرير

CATEGORIES
Share This

COMMENTS

Wordpress (0)
Disqus (0 )